الفرق بين التاء المفتوحة والتاء المربوطة
التاء المفتوحة
والتاء المربوطة:
الأصل في التاء أن تكتب مفتوحة، سواء أكانت في أول
الكلمة، أو حشوها أو آخرها، مثل: تذهب وتأتي، وستذهب وأتى، وبنت، زيت، وتبين،
وممّا يؤيد هذا أننا إذا أضفنا كلمة منتهية بتاء مربوطة إلى ضمير نكتبها تاءً
مفتوحة، مثل: فتاتكم، وجامعتكم، وتسمى التاء المربوطة هاء التأنيث ،
وهي لا تأتي إلا تأتي إلا في آخر الكلمة، وكتبت في الرسم القياسي كما تكتب الهاء
المتطرفة، وزيد عليها نقطتان، وعلة هذا أن العرب تجمع في رسم ألفاظها بين الوصل
والوقف ،
ولّما كانت هذا التاء تلفظ في الوقف هاءً، وتلفظ في الوصل تاءً، جمعوا في رسمها
هذين الحرفين، فأخذوا من التاء النقطتين، ومن الهاء شكلها في حالة التطرف، سواء
أكانت متصلة بما قبلها، مثل: فاطمة، أم كانت منفصلة عنه، مثل: امرأة، ومن العرب من
يلفظها تاءً في الوصل والوقف وهذا يفسر لنا سبب رسمها في مواضع كثيرة من المصحف
تاءً مفتوحة .
والتاء المربوطة خاصة بالأسماء المفردة منها
والمجموعة جمع تكسير، مثل: خديجة، وفاطمة، وقائمة، ومؤمنة، وقضاة، وتلحق (ثَمّ)
الظرفية، فيقال (ثَمَة) دليلاً على تأنيث لفظها، وللفرق بينها وبين حرف العطف
(ثمّت) التي تكتب بالتاء المفتوحة.
وعلامة هذه التاء أن تكون مسبوقة بفتحة، وأنها تقلب
في الوقف هاءً، ويجب نطقها، ما لم تكن في موضع وقف من شعر أو نثر مسجوع.
أما التاء المفتوحة، وتسمى المبسوطة أيضاً، فتأتي في
آخر الأسماء المفردة، مثل: بيت، وزيت، وبنت، وأخت، وفي آخر جمع السلامة المجموع
بالألف والتاء، مثل: فتيات ومكتبات، وسرادقات، ورجالات، وتأتي في آخر الفعل، مثل:
بات، يبيتُ، وتلحق الفعل الماضي المسند إلى المتكلم المفرد أو المخاطب المفرد أو
المخاطبة المفردة، مثل: جئتُ، وجئتِ، وتأتي جزءاً من بناء بعض الحروف مثل: ليت.
وتلحق الفعل الماضي إذ أسند على مؤنث، مثل: سافرت
المدرسة، ووصلتْ القافلةُ، وتلحق أربعة أحرف، هي: ثمّت، العاطفة، وربّتَ، ولات،
ولعلت .
وتكون حركتها مع هذه الأحرف الفتحة، فرقاً بينها وبين تاء التأنيث الساكنة التي
تلحق الفعل الماضي.
وعلامة التاء المفتوحة أن يوقف عليها بالتاء، سواء
أكانت جزءاً من بناء الكلمة، كما في مثل: زيت، وليتَ، وبنت، أم جاءت ملحقة ببناء
الكلمة لأي غرض من الأغراض، مثل: تاء جمع السلامة، والتاء الملحقة بالحروف الأربعة
المذكورة آنفاً، وهي ليست خاصة بالأسماء، بل تلحق جميع أنواع الكلم، بخلاف التاء
المربوطة فهي خاصة بالأسماء .
وأرى أنّ تردد هذين الحرفين: التاء المربوطة والتاء
المفتوحة في الكتابة، قد يسر على المتعلمين كتابتها، وقلّ الخطأ في ذلك، ولكن قد
يخطئ قسم من الناس في كتابة بعض الكلمات التي حقها أن تكتب بالتاء المفتوحة.
فيكتبونها بالتاء المربوطة، مثل:(ثقات) جمع (ثقة)، فقد يخطئ قسم من الكتاب
والطلبة، فيكتبونها بالتاء المربوطة (ثقاة) قياساً على ما جاء من الجموع على وزن
(فُعلة)، مثل: (قضاة) و(دُعاة) و(سعاة) ،
وقد يخطئون خطأ آخر، فيضمون أول هذا الجمع، فيقولون (ثُقات) قياساً على ضم أول
(قضاة) و(سُعاة)، وهذا نوع من التوهم أو القياس الخاطئ.
وشاع في عصرنا استعمال أعلام منقولة من أسماء منتهية
بتاء التأنيث، وقد اعتاد كثير من الناس كتابتها بالتاء المفتوحة، خلافاً لأصلها
الذي نقلت منه، من ذلك كتابتهم (حكمت، ورأفت، وشوكت، وعصمت، وبهجت) بالتاء
المفتوحة إذا كانت أعلاماً، وقد يكون سبب هذا هو تأثرنا بما اعتاده إخواننا
الأتراك في رسم هذه الأعلام، وأرى أن تكتب هذه الأعلام وما شابهها بالتاء
المربوطة، التزاماً بالأصل الذي نقلت منه، لأن تاءها هي تاء التأنيث التي تلحق
الأسماء، وعامة العرب يكتبونها تاءٌ مربوطة.
